حياتنا عاملة زي الاتوبيس
اللي ماشي في خط سير, ليه بدايه و نهايه. كل محطة بيقف فيها, هي اللحظات المهمة
اللي بنعدي بيها, و اللي ممكن تبقي ثواني قليلة و كل حاجة بتتغير بعدها باقي السكة
للمحطة التانية.
محطات فيها ناس بتنزل و اوقات
ناس تطلع, و احيانا ناس تنزل و ناس تانية تطلع في محطة واحدة. ساعات ناس بتقف متلاقيش
كراسي و ممكن يبقي في كراسي فاضية كتير. ناس تدفع عشان تركب و ناس
تركب ببلاش و ناس نص تذكره و ناس علي قد مبيدفعوا بيركبوا. ناس بتطلع و تنزل كذا مرة
(معاهم اشتراك), و ناس راكبة لأخر الخط, مش مستعجلين مهما كانت زحمة الطريق و المطبات و مهما كان مزاج السواق و سرعته.
ناس لو الاتوبيس عطل
بيسيبوه و يمشوا, و ناس تفضل قاعدة, و ناس تنزل تزق و تصلح و تساعد السواق. ناس بتركب
عشان مش لاقيه اتوبيسها- فيقربوا السكة,- و دول بياخدوا اماكن ناس تانية بس مش بنقول
لهم لأ. في ناس بيطلعوا و يدفعوا و ينزلوا و يكتشفوا انهم نزلوا محطة غلط, فيجروا
يركبوا الاتوبيس تاني, و ناس ياعيني متلحقش فيفوتها خلاص. ناس لما تيجي
تركب تاني تلاقي معهاش تدفع فتنط علي ضهر الاتوبيس, و مبنبقاش عارفين نعاملهم ازاي, كانوا في الاول جوا راكبين باحترامهم, انما دلوقتي قاعدين فوق, بس دول بقي و هما فوق بيلاقوا ناس مستعبطين و من اولها مدفعوش و راكبين فوق كدا و
دول مش متحدد موقفهم تبع ايه بالظبط و محدش عارف.
Retrieved from: http://elyomnew.com/news/nostalgia/2015/03/06/10318
في ناس بتجري تاني و تركب
و تستلف من حد يركبها عشان تقعد جوا علي كرسيها تاني. و القوانين ثابتة, لو حد قل
ادبه او قطع في الكراسي او عمل اي حاجة مش صح بنطلب منه انه ينزل, و طبعا الاتوبيس
بيقف للناس اللي في الشارع عشان لو في سكتهم يركبوا و متضيعش الفرصة. في ناس تبقي
عارفة السواق و خط سيره و مواعيده و عارفه كويس تستناه فين و امتي و ازاي, و ناس
مبتحبش تركب الاتوبيس بس بيمشوا جنبه بعربيه او يركبوا مواصلات تانيه كتير توديهم
نفس المكان بس بمجهود ووقت اكتر. و ناس تقول انهم ممكن يركبوه في اي وقت و انهم
عارفين خط سيره كويس, بس الوقت و الظروف متساعدهمش و يتوهوا منه بعد كدا. ناس
تفتكر انه لو عدي هيلاقوا بعده بسرعه, بس يستنوا كتير بعد كدا عشان السكة مش دايما
مضمونه ان غيره ييجي. و ناس تلاقي نفسها كدا راكبه و متعرفش غيرها بيعاني ازاي
عشان يركب و يلاقي مكان, و ناس تطلع تجرب و تنبسط و تكمل و ناس تركب و مش عارفين
ليه او رايحين فين بس مبسوطين كدا و ناس تركب تتضايق او متريحهاش السكة فتنزل.
و زي اي اتوبيس بنشوف
نماذج و قصص و مواقف كتير: ناس مبسوطة, و ناس زعلانه و ناس مهمومة و ناس مش راضية
بحالها, و ناس كويسة و ناس بتحب الدنيا. في ناس بتركب الاتوبيس نزاهة و كان عندهم
اختيارات تانية كتير بس هما اللي فكروا و حبوا يعملوا اللي هيريحهم, و ناس بتركبه و هما مغصوبين و شايفين ان في احسن من كدا - مع ان محدش قال لهم
يركبوا - بس هما مش بيرضوا و دايما بيشتكوا, و مش عارفين النعمة اللي هما فيها, و
دايما مش عاجبهم حاجة: و لا السرعه و لا البطء و لا فتح الشباك و لا قفله و لا
التكييف او عدمه.
الناس الاخيرة ديه
بيفضلوا طول السكة بيفكروا في وسيلة تانية تسعدهم و مصممين ان اللي هما فيها مش
بيحبوها و مش عجباهم, و مش بيلاقوا وسيلة تانية, فدايما كارهين نفسهم و عيشتهم عشان
بس مش عايزين يبصوا قدام عينيهم او بين ايديهم و يقولوا الحمد لله, دايما عايزين
اكتر او عايزين حاجة مش موجودة.. فدايما ناقصهم حاجة!
المهم, ان في أي محطة او اي
وقت طول السكة ,الاتوبيس بيفضل ماشي و السواق بيسوق مهما كان مبسوط متضايق مهموم او
اي حاجة شاغلاه. خط السير و البدايه و النهاية و الناس اللي هيطلعوا كلهم مكتوبين,
بس اللي هيكملوا في الاخر و اللي هيفرقوا و اللي هينزلوا بدري كل ده هيتحدد في
الرحلة.
No comments:
Post a Comment