Monday, November 9, 2015

محطة الاتوبيس

حياتنا عاملة زي الاتوبيس اللي ماشي في خط سير, ليه بدايه و نهايه. كل محطة بيقف فيها, هي اللحظات المهمة اللي بنعدي بيها, و اللي ممكن تبقي ثواني قليلة و كل حاجة بتتغير بعدها باقي السكة للمحطة التانية.

محطات فيها ناس بتنزل و اوقات ناس تطلع, و احيانا ناس تنزل و ناس تانية تطلع في محطة واحدة. ساعات ناس بتقف متلاقيش كراسي و ممكن يبقي في كراسي فاضية كتير. ناس تدفع عشان تركب و ناس تركب ببلاش و ناس نص تذكره و ناس علي قد مبيدفعوا بيركبوا. ناس بتطلع و تنزل كذا مرة (معاهم اشتراك), و ناس راكبة لأخر الخط, مش مستعجلين مهما كانت زحمة الطريق و المطبات و مهما كان مزاج السواق و سرعته.

ناس لو الاتوبيس عطل بيسيبوه و يمشوا, و ناس تفضل قاعدة, و ناس تنزل تزق و تصلح و تساعد السواق. ناس بتركب عشان مش لاقيه اتوبيسها- فيقربوا السكة,- و دول بياخدوا اماكن ناس تانية بس مش بنقول لهم لأ. في ناس بيطلعوا و يدفعوا و ينزلوا و يكتشفوا انهم نزلوا محطة غلط, فيجروا يركبوا الاتوبيس تاني, و ناس ياعيني متلحقش فيفوتها خلاص. ناس لما تيجي تركب تاني تلاقي معهاش تدفع فتنط علي ضهر الاتوبيس, و مبنبقاش عارفين نعاملهم ازاي, كانوا في الاول جوا راكبين باحترامهم, انما دلوقتي قاعدين فوق, بس دول بقي و هما فوق بيلاقوا ناس مستعبطين و من اولها مدفعوش و راكبين فوق كدا و دول مش متحدد موقفهم تبع ايه بالظبط و محدش عارف.



في ناس بتجري تاني و تركب و تستلف من حد يركبها عشان تقعد جوا علي كرسيها تاني. و القوانين ثابتة, لو حد قل ادبه او قطع في الكراسي او عمل اي حاجة مش صح بنطلب منه انه ينزل, و طبعا الاتوبيس بيقف للناس اللي في الشارع عشان لو في سكتهم يركبوا و متضيعش الفرصة. في ناس تبقي عارفة السواق و خط سيره و مواعيده و عارفه كويس تستناه فين و امتي و ازاي, و ناس مبتحبش تركب الاتوبيس بس بيمشوا جنبه بعربيه او يركبوا مواصلات تانيه كتير توديهم نفس المكان بس بمجهود ووقت اكتر. و ناس تقول انهم ممكن يركبوه في اي وقت و انهم عارفين خط سيره كويس, بس الوقت و الظروف متساعدهمش و يتوهوا منه بعد كدا.  ناس تفتكر انه لو عدي هيلاقوا بعده بسرعه, بس يستنوا كتير بعد كدا عشان السكة مش دايما مضمونه ان غيره ييجي. و ناس تلاقي نفسها كدا راكبه و متعرفش غيرها بيعاني ازاي عشان يركب و يلاقي مكان, و ناس تطلع تجرب و تنبسط و تكمل و ناس تركب و مش عارفين ليه او رايحين فين بس مبسوطين كدا و ناس تركب تتضايق او متريحهاش السكة فتنزل.

و زي اي اتوبيس بنشوف نماذج و قصص و مواقف كتير: ناس مبسوطة, و ناس زعلانه و ناس مهمومة و ناس مش راضية بحالها, و ناس كويسة و ناس بتحب الدنيا. في ناس بتركب الاتوبيس نزاهة و كان عندهم اختيارات تانية كتير بس هما اللي فكروا و حبوا يعملوا اللي هيريحهم, و ناس بتركبه و هما مغصوبين و شايفين ان في احسن من كدا - مع ان محدش قال لهم يركبوا - بس هما مش بيرضوا و دايما بيشتكوا, و مش عارفين النعمة اللي هما فيها, و دايما مش عاجبهم حاجة: و لا السرعه و لا البطء و لا فتح الشباك و لا قفله و لا التكييف او عدمه. 

الناس الاخيرة ديه بيفضلوا طول السكة بيفكروا في وسيلة تانية تسعدهم و مصممين ان اللي هما فيها مش بيحبوها و مش عجباهم, و مش بيلاقوا وسيلة تانية, فدايما كارهين نفسهم و عيشتهم عشان بس مش عايزين يبصوا قدام عينيهم او بين ايديهم و يقولوا الحمد لله, دايما عايزين اكتر او عايزين حاجة مش موجودة.. فدايما ناقصهم حاجة!

المهم, ان في أي محطة او اي وقت طول السكة ,الاتوبيس بيفضل ماشي و السواق بيسوق مهما كان مبسوط متضايق مهموم او اي حاجة شاغلاه. خط السير و البدايه و النهاية و الناس اللي هيطلعوا كلهم مكتوبين, بس اللي هيكملوا في الاخر و اللي هيفرقوا و اللي هينزلوا بدري كل ده هيتحدد في الرحلة.

No comments:

Post a Comment

Follow me!

Ratings and Recommendations by outbrain